ليس مهماً أن أرحب بكم، وليس ضرورياً أن تستقبلوني بترحابٍ، دعونا نتفق على ما سيحدث.. أنا هنا لأكتب لكم وأنتم هنا للقراءة، ليس من الضروري أن يعجبكم ما سأقول، وليس علي أن أصدع رأسي بتحُملكم، لذلك لن نبتعد عن المجاملات. أنا شيخ متعصب من النوع الذي لا يروق لأحد، وأنتم مجموعة شباب فضوليين من النوع الذي لا يروق لي، هكذا يمكن أن أهلنا عن الرسميات البغيضة التي يصرُّ البشر على استخدامها فيما بينهم. سأتيح لك الفرصة لتعرف أكثر، لكن ليس من فيروس كورونا المصاب بداء الملل السريع، ستسمعون كل شيء منهم بألسنتهم، فهم يعرفون كل شيء، لأنهم رأوا رأي العين. لا تسألوني مَن أنا، تذكروا أنكم هنا لتسمعوا لا لتسألوا، وإن لم يعجبكم ما سمعتموه فاذهبوا وفجَّروا رؤوسكم، لن يُحدِث فارقًا عندي، تمامًا كما لو انتزعت روحي مني ولن يُحدِث فارقًا لديكم.. هكذا فجأةً.