لما كان هذا الكتاب من تأليف مجموعة من المستشرقين فإنه يجب بيان أهميته، من حيث الاطلاع على بعض أغراض المستشرقين وأفكارهم وآرائهم حول المسلمين والعالم الإسلامي، وهي ذاتها الأغراض والأفكار والآراء الخادمة للحقل السياسي الغربي، التي يأخذها بعين الاعتبار عند وضعه لسياساته وتعاملاته مع بلدان العالم الإسلامي المختلفة. فالكتاب يقع في موقع خطير بين التاريخ والحاضر من ناحية، والمستقبل من ناحية أخرى، أو تاريخ المستقبل الذي ينطلق من دراسة الماضي والحاضر ليتعرف إلى أي طريق تجري الوقائع السياسية والاجتماعية والفكرية والدينية، أو وجهتها السائرة إليها. وهو اتجاه نادر من الاتجاهات البحثية في الحقل التاريخي، ويقع على التخوم بين عدة علوم بينيَّة. ولعل ذلك ما تجلّى في انطباع محرره المستشرق الإنجليزي هاملتون جب، بعد انتهاء عمله في الكتاب فقال: "الحق أن الإسلام ليس مجرد نظام من العقائد والعبادات، إنه أعظم من ذلك بكثير، وهو مدنية كاملة". والكتاب، في ستة فصول، يتحدث عن الإسلام في أربعة أقاليم بأقلام أربعة أساتذة من كبار المستشرقين، هم: إفريقية (ما عدا مصر) بقلم لويس ماسينون، مصر وآسيا الغربية بقلم كامبفماير، الهند بقلم كولونل فرار، أندونيسيا بقلم بِرْج. وجاء الفصل الأخير بعنوان وجهة الإسلام للمشرف على التحرير جب.