لأكثر من ألف عام، عمل العلماء والفقهاء المسلمون على التأكد من كون الفقه الإسلامي حيويًا ومتجددًا دائمًا، وأنه يستجيب لاحتياجات المجتمع المسلم المتطورة ويكون بمثابة بوصلة أخلاقية وروحية. وقد فعلوا ذلك من خلال "تجديد" الفقه الإسلامي وفقًا للأزمنة والسياقات المتغيرة، والغوص في التراث الفقهي الإسلامي لإعادة تقويم ما أصبح غير ملائمًا، وجعل بعض الأحكام تعمل بشكل أفضل وأكثر كفاءة مع ترك البعض الآخر كما هو. جعلت مهارات التجديد هذه؛ الفقه الإسلامي مرنًا وذا صلة بالظروف المعاصرة بحيث يمكنه تلبية احتياجات وتطلعات المجتمع المتغيرة مع الحفاظ على وفائه لجذوره القديمة. واليوم، توقفت عملية التجديد في مواجهة تحديات بنيوية غير مسبوقة، وشهد الفقه الإسلامي ركودًا. تم وضع هذا الكتاب لتنشيط التقليد الفقهي العريق المتمثل في التجديد من خلال إشراك القراء في العملية. حيث يوضح لهم تفاصيل التغيرات الفقهية، ويصف بوضوح كيف واجه علماء وفقهاء المسلمين تحديات جديدة ومتطورة في موضوعات متنوعة مثل الديمقراطية، والاقتصاد العالمي، والجنس، وحقوق الإنسان، وأكثر من ذلك. وهو يوفر إرشادات منهجية للقراء لتجديد الفقه وأحكامه، حتى يتمكنوا من خلال مشاركتهم وإبداعهم من مساعدة الفقه الإسلامي على استعادة حيويته واستئناف دوره كمصدر استشرافي للخير في العالم رومي أحمد هو أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية بجامعة كولومبيا البريطانية. تمتد كتاباته وأبحاثه إلى الدين والقانون والفلسفة والسياسة العامة. صدرت له عدة كتب منها "سرديات النظرية الفقهية الإسلامية" (مطبعة جامعة أكسفورد، 2012)، ومقاصد الشريعة الإسلامية (ليكسينغتون بوكس، 2018).