إثر محاولة فاشلة لاغتيال السفير الأمريكي في البرازيل، يتم القبض على "راؤول" عن طريق الخطأ ليُلقى به في غياهب السجن، ويتعرض إلى حفلات من التعذيب كما أطلقوا عليها، فن التعذيب والبحث عن الإبداع فيه بطرق لا آدمية، لينتزعوا منه اعترافًا على فعل لم يقترفه. نهائي كأس العالم بين البرازيل وإيطاليا يونيو 1970، كان بمثابة الحدث الرئيسي في البرازيل وربما في العالم كله، هو الحدث الطاغي على كل شيء.. على راؤول المتهم البرئ، وأمه المكلومة الحائرة بين أقسام الشرطة، وبين الصحافة والكنيسة والجيران والأصدقاء بحثًا عن ابنها ووحيدها، وعن طرف خيط يقودها إليه دون جدوى. رواية مليئة بالألم وبتفاصيل مُفزعة، عن الانتهاكات التي تصل إلى الإجرام داخل سجون الديكتاتورية البرازيلية في السبعينات وخارجها. القسوة والخوف وانعدام الأمل، في ظل احتفالات صاخبة بفوز "البرازيل" بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها. استطاع الكاتب ببراعة شديدة تصوير كل هذا بإيقاع لاهث تاركًا لنا رصد المفارقة؛ كأن يوم البطولة كان هو يوم التخلي عن راؤول والتواطئ على تركه وحيدًا. هنريكي شنايدر ولد عام 1963، وهو محام وكاتب له العديد من الكتب المنشورة من أبرزها "O Grito dos Mudos" أو(صرخة الصُم) الحائزة على جائزة (ماوريسيو روزمبلاط للرواية)، "Contramão" أو(الاتجاه العكسي) المتأهلة لنهائي جائزة "Jabuti" وجائزة (كتاب العام في السرد الطويل) من قبل (رابطة الكتاب الجاوتشي)، رواية (الجمهور المبجل)، رواية (سبعين) التي بين أيدينا الآن والحائزة على جائزة "Paraná" للأدب، رواية (سبعين) هي جزء من ثلاثية (الديكتاتورية) التي تتناول ثلاثة مواضيع رئيسية لهذه الفترة المظلمة من تاريخ البرازيل، والتي تنضم اليها رواية (عزلة الغد) التي صدرت حديثًا عن دار نشر Dublinense، وأخيرًا رواية (الرقابة) التي لا تزال قيد الكتابة.