الشرق للنشر والتوزيع - ديوان تصنيفات: أدب
«لم يكن عجيبًا أن يعبد المصريون فرعون، ولكن العجيب أن فرعون آمن حقًّا بأنه إله»
مجموعة مصريين يتملصون من المسئولية بالهروب إلى عوامة لا أحد فيها يعرف هدفه إلا الجوزة؛ حيث سكت هناك كل شيء إلا القرقرة. وثرثرة فوق النيل رواية صدرت طبعتها الأولى عام 1966، قبل عام واحد من هزيمة 1967، فيكتب نجيب محفوظ عن الهروب إلى عالم الهذيان من الواقع الموشك على التهاوي، عن العبث الكامل في مواجهة الأكاذيب، فكيف ستنتهي الثرثرة فوق النيل، وكيف سيصل الحال بأهل النيل؟
«عظمة الغزاة تقاس بمناعة الحصون التي يفتحونها»، هكذا يخبرنا نجيب محفوظ، في روايته الشائقة بحوارها السريع، وجملها القصيرة، وليقدم لنا خلاصة فلسفية مثيرة للتأمل على لسان رجل لا يفيق من نشوة الدخان، لندرك مع محفوظ أن: «الإنسان لم يبدع ما هو أصدق من المهزلة».
فكيف تواجه عبثية الفرد عبثية مجتمع، وكيف نضحك من فرط النشوة في عالم: «لم يعد هناك من نكات منذ أصبحت حياتنا نكتة سمجة»؟
وقد استلهمت السينما من رواية " ثرثرة فوق النيل" فيلمًا يحمل نفس الاسم، أخرجه حسين كمال عام 1971، وقام ببطولته عماد حمدي وماجدة الخطيب.