"وإنه لفي هذه الحياة الحلوة المُرة القاسية اللينة، التي يحبّها أحيانا كأشدّ ما يكون الحب، ويضيق بها أحيانا أخرى كأشدّ ما يكون الضيق، وإذا الحياةُ تبتسم له فجأة في يوم من أيام الربيع ابتسامةً تغيّر حياته كلها تغييرًا. وإذا هو لا يعرف الوَحدة ولا يجد الوحشةَ حين يخلو إلى نفسه إذا أظلم الليل، وكيف تجد الوَحدةُ أو الوحشةُ إلى نفسه سبيلًا، وكيف تبلغه تلك الخواطرُ التي كانت تؤذيه وتضنيه وتؤرّق ليله، وفي نفسه صوتٌ عذبٌ رفيق يشيع فيه البرّ والحنان، ويقرأ عليه هذا الأثر أو ذاك من روائع الأدب الفرنسي القديم؟".